تابعنا على فيس بوك
اضغط على اعجبني - like ليصلك كل ما هو جديد

استراتيجية الوفا لمحاربة الغش: التلميذ، من قاعة الامتحان إلى المعتقل ~ ,مستجدات التعليم ,مستجدات تربوية. ,الحركة الانتقالية, نتائج البكالوريا 2014,Tarbawiyat

السبت، 22 يونيو 2013

استراتيجية الوفا لمحاربة الغش: التلميذ، من قاعة الامتحان إلى المعتقل

استراتيجية الوفا لمحاربة الغش: التلميذ، من قاعة الامتحان إلى المعتقل

أدرار بريس – أذ توفيق الراوي 

مع انتهاء المدة المخصصة للامتحان الاشهادي لمستوى الباكالوريا، ينتهي حديث ويبتدئ أخر بخصوص كل الأمور التي رافقت هذه المدة من استراتيجيات، واعتقالات لبعض المترشحين. لقد كثر القيل والقال بخصوص الغش في الامتحان، هذه العادة السيئة التي يلجئ إليها بعض التلاميذ، والتي تبعدنا عن مبدأ تكافئ الفرص، وضمان اختبار تتحقق الكفايات المسطرة مند بداية السنة.

هل يعقل أن يذهب التلميذ إلى قاعة الامتحان ويجد نفسه في المعتقل، من الضروري الوقوف عند هذه النقطة، لما لها من انعكاس نفسي واجتماعي على التلميذ وأهله، إذ أصبحنا نسمع في الأخبار العبارة التالية “تم اعتقــال مرشح لامتحانات الباكالوريا يستعمل جهازا جـد متطور للغش…” حيث تدفعنا للتساؤل عن الشروط الموضوعية التي أدت بتلميذ للجوء للغش واستعمال وسائل جد متطورة كالهواتف الذكية، والاستنجاد بصفحات المواقع الاجتماعية، أين يقع الخلل بالضبط لماذا الغش؟ ما موقع المنظومة التربوية من كل هذا، هل هي التي تنتج هذه العقلية أو الذهنية التي تفضل اللجوء إلى الغش، أو التي تفضل تقديم رشاوي على احترام القانون، أو التي توقع على الشواهد الطبية غير الصحيحة، أو… أكيد أن هناك أشكال مرضية في المجتمع يجب استئصالها، ولن يتأتى ذلك إلا بالتربية والتعليم، ومحاربة الثقافة المضادة التي تروج لمثل هذه الأقوال: “من نقل انتقل، ومن اعتمد على نفسه بقي في قسمه” وغيرها التي تكرس التناقض داخل المجتمع، إذ المدرسة مجتمع صغير داخل مجتمع كبير.

للإجابة عن هذا التساؤلات التي طرحنها سالفا نحتاج إلى دراسة سوسيولوجية، تمكننا من فهم المجتمع المغربي الذي يتغير، وأخرى دراسة سيكوسوسيولوجيا لكي تربط تفاعل الفرد داخل هذه التغيرات، وكذا النظر في المواد التدريس، والبيداغوجيات المتبعة هل هي حقا فعالة. صحيح أن الوزارة الوصية قامت بمجهودات جبارة مند انطلاق السنة الدراسية، وهي واعية بالأمور التي تقع وسط قاعة الامتحان، وما يتعرض له الأساتذة سواء أثناء أو بعد نهاية الامتحان من تهديدا وتعنيف لفضي، هنا استوجب على الوزارة البحث ومحاولة تحليل الأمور من أجل التوصل إلى مقاربة تربوية محضة، بعيدا عن المقاربة الأمنية التي تعيدنا إلى زمن غابر، وتكرس مجتمع المراقبة والعقاب، وبالتالي ضرورة التفكير الجدي في حالة الغش دون اللجوء إلى اعتقال الغشاش، أي مقاربة تربوية محضة تضمن للجميع كرامته.

هل الجانب الأمني، وشن الحرب على التلميذ الغشاش سوف يعيد إلى شهادة الباكالوريا القيمة، الكل يكاد يجزم أن المستوى في تنازل حيث يجد التلميذ عند انتقاله إلى المرحلة الطلابية عاجزا عن فهم أمور ويتحصر على ما فات، فأي مقاربة اليوم من أجل إعطاء قيمة حقيقية لشهادة بالمغرب؟

0 commentaires: