تابعنا على فيس بوك
اضغط على اعجبني - like ليصلك كل ما هو جديد

تقرير :الانتحار بسبب الرسوب في البكالوريا ذنب من؟ ~ ,مستجدات التعليم ,مستجدات تربوية. ,الحركة الانتقالية, نتائج البكالوريا 2014,Tarbawiyat

الجمعة، 28 يونيو 2013

تقرير :الانتحار بسبب الرسوب في البكالوريا ذنب من؟

تقرير :الانتحار بسبب الرسوب في البكالوريا ذنب من؟

يعيش تلامذة الصفوف الثانوية في معظم الدول العربية هاجس الامتحانات والنجاح. وكأن هذه المرحلة هي المفصلية والحاسمة في حياتهم، مما يشكل ضغطا نفسيا كبيرا على هؤلاء المراهقين. وجاء الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ليزيدوا من هذا العبء.

وفي وقت مازال عدد من مراهقي الدول العربية منشغلا في اجراء هذه الامتحانات او ينتظر نتائج تصحيح المسابقات، تلقى تلامذة المغرب نتائجهم امس. وكانت نسبة النجاح كما ذكر البعض الاضعف منذ سنوات طويلة، حيث بلغت ما يقارب 38% للدورة العادية لامتحانات البكالوريا.

الانتحار حزنا

وفي الوقت الذي انشغلت فيه مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار الفائزين ونتائج الامتحانات "فرحة البكالوريا لا تعادلها فرحة في المغرب اللهم لا تحرمهم من فرحة البكالوريا". نقلت بعض المواقع المغربية خبرا صادما ومفاده ان فتاة مغربية (19 عاما) تدرس في ثانوية بن عباد في مدينة سطات قد اقدمت على الانتحار شنقا مباشرة بعد الاعلان عن نتائج البكالوريا واكتشافها رسوبها في الامتحان.

هذا الخبر كان قد سبقه خبر مماثل منذ عدة اسابيع حيث اقدمت فتاة مغربية اخرى على الانتحار بعد منعها من الدخول الى قاعة الامتحان لإجراء امتحانات البكالوريا وذلك بسبب مجيئها متأخرة. " الاعلام بقااااااو كاي نفخوا في الباك ويطبلوا ويزمروا جعلوا منو نهاية العالم للناس لي غادين يسقطوا فيه".

المؤسف ان مثل هذه الاخبار ليست مفاجئة وحصلت في بلدان عربية اخرى، نتيجة للضغط الاجتماعي والتوتر الذي يعاني منه التلامذة وإن اختلف الاسلوب. فقد تناقلت مواقع مصرية على الفيسبوك منذ عدة اسابيع خبر وفاة تلميذة مصرية (12 عاما) اثناء تأديتها للامتحانات الرسمية في محافظ البحيرة نتيجة اصابتها بالسكتة القلبية. " الله يخرب بيت ام الامتحانات العيال من الخوف بتموت يعنى هوا الى بيصقت بيضرب بالنار الطالب لازم اهلو يحسسوه بالامان عشان ميبقاش فى الامتحان خايف مش هيعرف يحل وى ممكن الضغط يعمل زى الى حصل..".

المراهقون عرضة للقلق والتوتر

لا شك ان التحصيل العلمي ونيل الاولاد الشهادات العالية من بواعث الفخر لدى الاهل باولادهم، لكن هذا الامر يشكل في الغالب عاملا ضاغطا على الابناء. خوفا من يخيبوا آمال الاهل والعائلة وبالتالي المجتمع. فيصبح التلميذ رهينة التوتر والاضطرابات النفسية التي تزداد حدتها في مرحلة الامتحانات. "للاسف الشديد يبالغ الاهل عادة في التعبير عن قلقهم على مستقبل اولادهم من الناحية الدراسية...وهذا يفسر الضغط الذي يعيشه بعض المراهقين الذين يقدمون فورا على الانتحار او الاختباء من الاهل خوفا من ردة فعلهم".

إذ ان دراسات عديدة قد اشارت الى ان مرحلة المراهقة هي من اكثر المراحل خطرا على المراهق حيث تراوده فكرة الانتحار بكثرة. وبالتالي ان المراهقين هم الاكثر عرضة لخطر الاقدام على الانتحار. واظهرت دراسة امريكية اجريت على 6500 مراهق في الولايات المتحدة ان هناك مراهق من اصل 25 مراهقا يحاول الانتحار. وواحد من اصل ثمانية تراوده مثل هذه الافكار.

واشار الباحثون الى ان المخيف في الموضوع ان العديد من المراهقين الذين يرزحون تحت ضغوط نفسية ويفكرون بالانتحار لا يفصحون عن رغبتهم هذه علنا. وفي الولايات المتحدة يعتبر الانتحار ثالث سبب رئيسي للوفاة بين الاشخاص الذين تتراوح اعمارهم ما بين 10 و24 عاما.

الدعم المعنوي من الاهل

إن الخطأ الذي يقع فيه الاهل في الغالب هو انهم يعتبرون ان فشل او نجاح الاولاد هو فشلهم او نجاحهم الشخصي. وبالتالي يحملون الاولاد عبئا كبيرا، يرزح البعض تحته، وعوضا ان يقدم الاهل الدعم المعنوي لأولادهم في مثل هذه المرحلة الحاسمة في حياتهم اي مرحلة المراهقة، تصبح شهادة البكالوريا بمثابة حياة او موت لهم. الامر الذي يؤدي الى حالات مأساوية تفقدهم فلذات اكبادهم، وكل ذلك باسم الحب والخوف على مستقبلهم.

عشرات الآلاف من التلامذة العرب ينتظرون كل بدوره نتائج امتحاناتهم الرسمية، والخوف كل الخوف ان تتكرر مثل هذه المآسي. "خففوا عنكم...البك (بكالوريا) مش نهاية العالم...هي مجرد بوابة عبور"

0 commentaires: