استيقظ أحمد كيكيش باكرا صباح اليوم المحدّد تاريخه كأول يوم دراسي
بالموسم 2012ـ2013، بعدها توجّه صوب مجموعة مدَارس "اولاد سبيطة"، غير
البعيدة عن مركز جماعة سيدي الطيبي بضواحي سلا.. إذ تخطّى مجمَع الأمّهات
المحتشدَات بباب المؤسّسة المركزيّة قبل أن يقف إلى جوار أطر التدريس، وراء
صفّين من التلاميذ، تحيّة للعلم.
كيكيش رصد توسّط طاولةٍ لساحة المدرسة، وضعت عليها أزياء تلمذيّة
موحّدة إلى جوار محافظ، إلاّ أنه تخطّاهَا ودلف إلى قسم سبق وأن التحق به
المتمدرسُون.. وهنَا أشهر غضبه بعدما رصد اقتسام 7 تلاميذ لطاولتين أعدّتا
في الأصل لجلوس 4 من المتمدرسين.
كيكيش ليس سوى النائب الإقليميّ لوزارة التربية الوطنيّة بسلا.. وهو
المسؤول الذي غادر مقر المصلحة الخارجية للوزارة، بمعية مجموعة مصغرة من
المرافقين المعنيّين بتدبير الدخول المدرسي.. واصطدم بوجُود مؤسسة، ضمن حيز
نفوذه الإداريّ، ما زالت تُشرك 3 و4 تلاميذ بالطاولات ذات مقعدين فقط لا
غير.
"لاَ، لاَ، لاَ.. آسِّي المُدِير آشْ هَادْ الشِّي.. لاَ آ أستَاذَة،
مَاشِي معقُول هَاد الأمر.. فِين الطّاولاَتْ؟.. جِيبُوهُم.. نُوضْ أولدِي،
كلّ طاولَة يكْلْسْ فِيهَا جُوجْ مَاشِي أكثَر" هذه عبارات دَارجَة من بين
غيرها لجأ إليهَا المسؤول الإقليمي عن مدارس سلا، دون تراكيب واضحة فيما
بينها، حين مصادفته لمشهد "التزاحُم" غير المرغوب فيه.
"نعتبر أنّه لكل أستاذ قسم ولكلّ تلميذ مقعد" يقول أحمد كيكيش لهسبريس
قبل ان يزيد: "نيابة سلا قامت بمجهود في إعداد الدخول المدرسي من خلال خلق
توازن وتقسيم عادل للموارد البشريّة، كما سنوزّع 4500 من الأزياء المدرسية
بالعالم القرويّ في الوقت الذي يشهد الإطعام المدرسي استفادة 9000 فرد،
زيادة على حصة الإقليم من مبادرة مليون محفظة".
ذات المسؤول الإقليمي عن قطاع التربية الوطنية بسلا، ضمن تحركه نحو
المجموعة المدرسية الكائنة على الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين سلا
والقنيطرة، وعلى هامش تصدره لحفل توزيع مستلزمات على بعض من تلاميذ المرفق
الذي يقدّم خدماته لما ينيف عن 700 من طلاب وطالبات التعلّم، قال ضمن
تصريحه لهسبريس إنّ "الإكراه المواجه من لدن مصالح النيابة الإقليمية
للوزارة يتمثل في ضرورة تعميم الإجراءات السليمة على جميع المؤسسات بشكل
يوازن بين كافة المقاطعات التعليمية".